![]() |
لا تفكر في المفقود، حتى لا تفقد الموجود
لا تفكر في المفقود، حتى لا تفقد الموجود
أيها القارئ الكريم، لا تشغل نفسك بكثرة التفكير، فهو لا يضيف لك الكثير، خاصة فيما يتعلق بالقيل والقال.. لماذا قالوا؟ ولماذا فعلوا؟ ثق بربك ثم بنفسك، وأحسن التدبير، فماداموا بشرا فليس لديهم سوى الكلام ولو كان قليلا. نعم لا تفكر في المفقود، حتى لا تفقد الموجود. بل الإنسان في حال حدوث مكروه له أو منغصة في أي جانب من جوانب الحياة، يجب عليه أن يستشعر باقي النعم الكثيرة التي من الله عليه بها، فإن ذلك أوجب أن يخفف عنه مصائبه، بل يجعله يدرك حجم النعم أمام هذه المنغصات التي لا تذكر مقابل ما يملك، فيحمد الله ويشكره. من سلك هذا الطريق فسيجد الطمأنينة والجلد والقدرة بفضل من الله على مواجهة ما يكدر الخاطر وتحمل ما يعتبره الناس من منغصات السعادة، وكلما كان الإنسان ذا صبر ووعي بأن ما حدث كان من الممكن أن يحدث بصورة أسوأ فذلك مدعاة لحمد الله تعالى على حاله وأن سلم له الكثير من النعم. وإذا حدث شيء قد ينغص على الإنسان سعادته وراحته، وهو مستعد له وقد وطن نفسه عليه، فإن ذلك يساعده على تخفيف أعبائه ويعينه على مواجهته. النظرة الإيجابية للأمور والتركيز على المحاسن والتغافل عن النقص مدعاة للسعادة وصفاء العلاقات. لا تستغرب إذا وجدت أكثر الناس رضا وبشاشة، وسعادة وسرور، هم أهل الإيمان والهمم العالية، الذين جعلوا مدار حياتهم وجميع أعمالهم وجل وقتهم لله ربهم، وشعارهم في هذه الحياة قوله تعالى ﴿قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين﴾ «سورة الأنعام-261». فهم في هذه الدنيا كالغريب أو عابر السبيل، لم يتعلقوا بها، بل جعلوها أرض عمل وبذل وعطاء، بل همهم الآخرة، فيحققون سعادة الدارين، فدنيا تأتيهم وهي راغمه، وفي الآخرة جنة قطوفها دانية. قال رسول الله ﷺ «من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة»، (رواه ابن ماجه). فراجع نفسك إن كانت الدنيا همك، لا تفكر إلا فيها، ولا تعمل إلا لها، ولا تهتم إلا من أجلها، ولا تفرح إلا بما جاء منها، ولا تحزن إلا بما فات منها، فلن تشعر بالقناعة، بل ستجد نفسك مشتت البال، مضطرب النفس، كثير القلق، حائرا واهنا. واحذر أن تبيع آخرتك بعرض من الدنيا أو بحفنة مال، اطلب المعالي ولا تبالِ، ما دمت على طريق الحق فسر بهمة عالية مصحوبة بالعمل والتفاني، لأجل جنة أعدت لمن طلب المعالي. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الهمم العالية، وممن قدم الآخرة على الدنيا. |
الساعة الآن 03:08 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas