عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-28-2025, 08:32 PM
Mc Nabulsy غير متواجد حالياً
Palestine     Male
لوني المفضل Darkblue
 رقم العضوية : 26
 تاريخ التسجيل : Feb 2025
 فترة الأقامة : 19 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (06:43 PM)
 الإقامة : فلسطين
 المشاركات : 2,218 [ + ]
 التقييم : 30
 معدل التقييم : Mc Nabulsy is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]

اوسمتي

افتراضي طبائع الاستبداد





قرأت مؤخرًا كتاب طبائع الاستبداد للكاتب عبدالرحمن الكواكبي. ومن عنوان الكتاب سيدلك على ماذا سيتحدث الكاتب، سيتحدث عن كل ما نعاني منه دون ذكر فليس هو صلب الموضوع.
عندما تقرا الكتاب دون معرفة الكاتب ولا سنة النشر، ستقول من هذا الذي يصف الواقع عبر عدسة واضحة، يدرك مآسي عالمنا، ومشاكله، وما نمر به، وينتقده ويعطي تفصيلًا للمشاكل، وتفصيلًا لحلولها.

وبالنسبة لشخص ينتقد، بالعادة ما نرى من عيطي حلولًا خيالية، او لا يعطي الحلول ويكتفي بالانتقاد. ولكن الكواكبي في كتابه اتبع منهج الاستقراء، فأخذ بالاسباب نحو الاستبداد وما يفعله من تخلف، وأخذ اسباب النهوض ودعا لها، وانتقى أمثلة عليها من دول في زمانه مثل اليابان وامريكا وغيرها.

أدرك الكواكبي ان الاستبداد طويل ولا يزول في يوم وليلة، وأثره عميق بين الناس، لذلك اعطى اهمية للدراسات الاجتماعية، وأيقن ان اصلاح المجتمع يكون بإصلاح الانسان فعليك ببناء الانسان اولًا. وهذا ما اتفق عليه معظم الفلاسفة، ان بناء الانسان هو الاساس لبناء المجتمع. وآمن بقدرة الانسان على التغيير واوضح ذلك مقتبسًا ابيات من ابو علاء المعري:
إذا لم تقم بالعدل فينَا حكومة فنحن على تغييرها قدراء

ووضح الكواكبي ان العنف ليس وسيلة لانهاء الاستبداد، "الاستبداد لا ينبغي أن يقاوم بالعنف: كي لا تكون فتنة تحصد الناس حصدًا، نعم، الاستبداد قد يبلغ من الشدة درجة تنفجر عندها الفتنة انفجارًا طبيعيًّا، فإذا كان في الأمة عقلاء يتباعدون عنها ابتداءً، حتى إذا سكنت ثورتها نوعًا وقضت وظيفتها في حد المنافقين، حينئذ يستعملون الحكمة في توجيه الأفكار نحو تأسيس العدالة، ..."، مع انه قدر محتوم في بعض الحالات التي ذركها في كتابه.

لا أحبذ كتابة المراجعات فوق قرائتي، لانه باعتقادي مراجعتي غير مهمة ورايي غير ضروري ولن يستفيد احد مما ظنت عند قرائتي الكتاب الذي انهيته. ولكن الكواكبي هنا أجبرني، لا على مراجعة كتابه، بل على الأسى والأسف على حالي ومجتمعي.

فذكر عن مجتمعه انه عاش على الذلة والمسكنه، وظن انه مر اكثر من قرن على حال مجتمعه، ووصف الامه تحت تلك الظروف بسفالة الطباع، تعيش حياة البهائم وما دونها، وحين تنقم للمستبد تنقمه لشخصه لا للاستبداد نفسه. وفي خاتمته، تفاءل خيرًا باللاحقين من الأمة، حتى يتعلموا ويبنوا الانسان ويتغلبوا على الاستبداد بالحرية. ولو نظر الينا من السماء اليوم، لوجد مرآة لمجتمعه الذي عاشه وبعد كل هذه القرون، لا زال مجتمعي ثابتًا على العيش تحت الاستبداد، ورافضًا للعلم وبالتالي رافضًا للرقي الذي تحدث عنه الكواكبي.



 توقيع : Mc Nabulsy



آخر تعديل Mc Nabulsy يوم 02-28-2025 في 08:34 PM.
رد مع اقتباس