المرأةُ التي يندمُ الرجلُ على فُقدانها
ليست بالضرورة الأجمل، ولا الأكثر دلالًا،

بل هي التي إن رحلت، خلفت في قلبه فراغًا لا يُملأ، وندبةً لا تُشفى...
لأنها كانت شيئًا لا يُعوّض، وكانت تفعل ما لا تُجيده كثيرات.

❶ تقف بجانبه في أوج انكساراته، وتُمسك بيده حين يخذله العالم، لا تفرّ حين يضعف، بل تزداد ثباتًا.

❷ لا تُشعره يومًا بأنه أقل شأنًا، مهما ضاق حاله أو تراجع مزاجه أو انهارت أحلامه.

❸ تُشعل فيه الرغبة في أن يكون أفضل، لا لتغيره، بل لتعيد إليه ذاته التي كاد ينساها.

❹ تحترم حدوده وخصوصياته، لا تستدرج غيرتها إلى شُبهات، ولا تُشعل نار الشك في قلبه.

❺ تحبه حبًّا خالصًا لا تشوبه مصلحة، ترى فيه الإنسان لا الحسابات.

❻ تُبصر تفاصيله التي لا يراها أحد: طريقة نطقه، نظرة عينيه، سكونه حين يتكلم كثيرًا.

❼ تسامح حين تُؤذى، لكن كرامتها لا تهتز، فسامحها لا يعني استضعافها.

❽ تكون له وطنًا حين تغترب نفسه، لا عبئًا يُضاف إلى أعبائه.

❾ تحافظ على أنوثتها، ورقتها، وذكائها، دون أن ترفع صوتها لتُثبت وجودها.

❿ وحين تُهان، ترحل بصمتٍ يجعل الضجيج يسكن قلبه من بعدها.

إن الرجل لا يندم على امرأة كانت جميلة،
بل يندم على امرأة كانت له وطنًا… فتركها كالغريب.

لذلك لا تُكثري الضجيج حين تُحبّين، ولا تُبرري حضورك لمن لا يراكِ كفاية.
كوني السكون إذا علا الصخب، والكرامة إذا خانكِ الاحتواء.
امنحي، لكن لا تُفرّطي؛
سامحي، لكن لا تُهملي ذاتك؛
وإن اضطررتِ للرحيل، فارحلي بصمتٍ أنيق، يظل صداه في القلب أطول من أي حديث.

تذكّري:
الرجل قد ينسى من أحبّته بالكلمات،
لكنّه لا ينسى من أحبّته بالأفعال...
ثم غادرت حين لم يُحسن الاحتفاظ بها.