لماذا نحب؟
لِمَاذَا نُحِبّ ؟
لِكَي نبتسم دُون أَسْبَاب، لِكَي نَعْلَمُ أَنَّ هُنَاكَ صَوْتًا أَفْضَلُ مِنْ صَوْتٍ مطربك الْمُفَضَّل يُمْكِنُك الِاسْتِمَاعُ إلَيْهِ لَسَاعَاتٌ دُون مَلَل، كَي نُحِبّ هاتفنا الْمَحْمُول وَصَوْت رَسَائِل التَّطْبِيق الْمُزْعِج ، لِكَي نُحِبّ مَدِينَة و حَيّ و شَارِع و عَائِلَة لانعلم عنْهَا إلَّا وُجُودِه بِدَاخِلِهَا، لِكَي تُحِبّ يَدَيْك لملامسته لَهَا، و عَيْنَيْك لاحتفاظها بتفاصيله الصَّغِيرَة، لتحب أُمِّ كُلْثُومٍ و تَرَدَّد "انا أَحْيَا لغدٍ آن بأحلام اللقاء" بأمّتِنَان وشُوق، لِكَي نُحِبّ الشَّوَارِع و الْأَمَاكِنِ الَّتِي الْتَقَيْنَا بِهَا، لِتِلْك الْأَحْلَام الصَّغِيرَةِ الَّتِي هُوَ بطلها، للحظات الْوُدّ بَعْد الشِّجَار، لِيَكُونَ لَك رَفِيقٌ يُشَاهَد السَّمَاء مَعًك وَإِطْلَاق اسّمائكم عَلَى نُجُومِهَا، للإنتصارات الْكَبِيرَة كإضحاكه، للإبتسامة الخجولة عِنْد نَطَق اسْمُه، لشعورك بأمتلاكك قِطْعَةٌ مِنْ الْجَنَّةِ مُتَمَثِّلَة فِي تِلْكَ الْوَجْنَتَيْن، للحَظات الْأَمَان أَثْناءَ السَّيْرِ مُمْسِكٌ بِيَدِه واختفاء الْعَالَمِ مِنْ حولكم عِنْدَمَا يَضْحَك، لِتَحْقِيق حَلَم الرَّقْص تَحْتَ الْمَطَرِ، لالتقاط الصُّوَر مَعًا و تَقْبِيلِهَا لِيلَّا خِلْسَة، لِتَكُون تُصْبِح عَلَى خَيْرِ بِمَثَابَة عَنَاقٌ وصَبَاحِ الْخَيْرِ تَعْنِي ذَلِك حقًا، لِيَكُن لَك وَطَن صَغِيرٌ لَا يَتَعَدَّى مِسَاحَة ذِرَاعَيْن و قَلْب، لتشعر أَنَّ هُنَاكَ مَنْ هُوَ مَسْئُولٌ مِنْك برغم حَمَاقَتِك، لِذَلِك الْحِلْم بِالْجُلُوسِ فِي الشُّرْفَة مَعًا لِيلَّا و شَرِب الشَّاي، لِتِلْك الدَّغدغة فِي معدتك حِين تَتَذَكَّر ابتسامته، و تِلْك الدَّغدغة أيضاً حِينَمَا تَتَذَكَّر إحْدَى كَلِمَاتِه، و الْأُخْرَى فِي قَلْبِك حِين تَعْلَمُ أَنَّهُ يُحِبُّك..
آلاء فهمي
|