المرآة السوداء
الساعة كانت 12:07 بعد منتصف الليل، والهدوء في مدينة "رافنيل" كان غريب، كأنه من نوع الهدوء اللي يسبق شيء مو طبيعي.
رُبى، طالبة فلسفة، بتحب العتمة، بتحب تقرأ على ضوء الشموع، وتكره صوت الرنين والإشعارات. عايشة بوحدها في بيت قديم ورثته عن جدتها… بيت له طابع مريب، لكن فيه شيء يشدّك، كأنه فيه نبض، كأنه ما بينام.
في زاوية الصالة، في مرآة مربعة، بإطار خشبي منقوش بنقوش رموز قديمة، مربعات ومثلثات وأرقام لاتينية.
المرآة مو عادية، لأنها ما تعكس دايمًا نفس اللي قدامها…
رُبى وقفت قدامها، وكانت المرة الأولى اللي تلاحظ إن انعكاسها "يتأخر" لحظات عن حركتها.
ترفع يدها، يرفع الانعكاس يده بعدها بثوانٍ.
تبتسم، يبتسم، لكن بابتسامة ثانية، بزاوية مرعبة.
ظنت إنها تتوهم. قالت:
– "أنا ما نمت منيح… يمكن عقلي هلوس."
لكن لما قرّبت وجهها من سطح المرآة، ظهر صوت، خافت، مكتوم، كأنه من خلف الزجاج:
"رجّعيني… قبل ما أختفي للأبد."
صرخت وربى تراجعت، المرآة رجعت طبيعية.
لكن في اليوم الثاني… انعكاسها ما كان يظهر أبدًا.
الفصل الثاني: الغرفة المحظورة
من وقت ما اختفى انعكاسها، وربى فقدت الإحساس بالزمن.
كل المرايا في البيت صارت "سوداء"… ما تعكس شي.
الناس يشوفونها عادية، لكن هي… تشوفها "مطفية".
حتى صورها القديمة… وجهها ممسوح منها، كأنها صارت "نصف كيان".
قررت تبحث في كتب جدتها القديمة، لعلها تلاقي تفسير.
في صندوق خشبي مغبر، وجدت دفتر جلدي، مكتوب عليه بخط يدوي:
"كتاب المرآة السوداء - لمن فُقد ظلّه"
بدأت تقرأ، وكل كلمة تحفر فيها خوف ما فهمته…
> "لكل إنسان ظلّ في الداخل…
وظلّ في الخارج.
الظل الخارجي هو الانعكاس…
والداخلي هو الحقيقة.
من يفقد أحدهما… يبدأ في التآكل."
في الصفحة الأخيرة… كانت فيه خريطة صغيرة لغرفة ما كانت تعرفها في البيت.
نزلت للقبو، خلف جدار مكسور، وهناك… كانت "الغرفة المحظورة".
الجدران مغطّاة بمرايا، كلها متصدّعة، ومغطاة بملصقات مكتوب فيها أسماء…
لكن تحت كل مرآة، كان في ساعة متوقفة… وواحدة منها كانت عليها اسم: رُبَى
وكان انعكاسها… محبوس فيها.
---
الفصل الثالث (مقتطف):
رُبى مدت يدها… لكن الانعكاس ما مد إيده، بل كتب على الزجاج:
"انقذي نفسك… قبل ما أنسى أنا مين."
الذيب لامنه عوى قعد أموات . . . والكلب لامنه نبح بح صوته . . .
بين البشر تفرق مقامات وأصوات . . . أحدن تشيله فوق وواحدن تشوته

تراك انتي اذا حطوك . . جمله من جمل الاعراب
تكوني مبتداً مرفوع . . من اولها . . لـ آخرها
انتي واسمحي ان قلت .. انك للشعر . . محراب
انتي اللي اذا بشكرك . . مدري كيف . . بشكرها
|