عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 02-16-2025, 08:48 PM
.
البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل : Feb 2025
 فترة الأقامة : 26 يوم
 أخر زيارة : 03-03-2025 (03:23 PM)
 المشاركات : 9,273 [ + ]
 التقييم : 40
 معدل التقييم : البرنس مديح ال قطب is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
مزاجي:

اوسمتي

افتراضي تفسير سورة المسد















تفسير سورة المسد



من الآية 1 إلى الآية 5: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾: أي خَسِرَت يدا أبي لهب (أي خسر عمله)،﴿ وَتَبَّ ﴾ أي خسر هو بذاته، إذ هو من أهل النار بسبب إيذائه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ ﴾: أي ما نفعه ماله ﴿ وَمَا كَسَبَ ﴾ يعني: وما نفعه ولده الذي كَسَبه (إذ الولد مِن كَسْب أبيه)، فلن يَدفع عنه ماله وولده شيئاً من عذاب الله إذا نزل به، ﴿ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ ﴾ أي سيَدخل نارًا شديدة الاشتعال، هو﴿ وَامْرَأَتُهُ ﴾ التي كانت ﴿ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ أي كانت تحمل الشوك، فتُلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم لتؤذيه،﴿ فِي جِيدِهَا ﴾ أي سيكون في عُنُقها ﴿ حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ أي حبلٌ مِن ليف شديد خشن، تُرفَع به في نار جهنم، ثم تُرمَى إلى أسفلها.

♦ ومِن لطيف ما يُذكَر أنّ هذه السورة كانت سبباً في إسلام أحد علماء الغرب، إذ قال بعد إسلامه - ما مُختصَرُه -: (هذا الرجل (أبو لهب) كانَ َيكره الإسلام كُرهاً شديداً، وكان يَسخر مِن دعْوة النبي محمد، وكانَ يُشَكِّك الناسَ في كلامه، وقبل وفاة (أبي لهب) بعشر سنوات: نزلتْ سورة في القرآن اسمها سورة المَسَد، تُقَرِّر أنَّ (أبا لهب) سوف يدخل النار، أو بمعنى آخر: إنَّ (أبا لهب) لن يَدخل الإسلام.

♦ ففي خلال عشر سنوات ما كانَ على (أبي لهب) إلا أن يأتي أمام الناس ويقول: (محمدٌ يقول بأنني لن أُسلِم، وبأنني سوف أدخل النار، ولكني أُعْلِن الآن أنني مُسلِم!!)، لكنَّ (أبا لهب) لم يفعل ذلك مُطلَقاً، رَغمَ أنَّ كل أفعاله كانت مُخالِفة لأفعال النبي محمد: إلا أنه لم يُخالِفه في هذا الأمر، رغم أنه كانت لديه الفرصة - عشر سنوات كاملة - أن يَهدِمَ الإسلام بكلمة واحدة! ولكنْ، لأنَّ هذا الكلام ليس كلام محمد، ولكنه كلامُ مَن يَعلمُ الغيبَ وحده، ويَعلمُ أنَّ (أبا لهب) لن يُسلِم.

♦ ما رأيُكُم الآن؟، إنْ لم يكن هذا القرآن وَحْيٌ من الله تعالى: فكيف للنبي محمد أنْ يَعلم أنَّ (أبا لهب) سوف يُحقق كل ما في هذه السورة بالحرف الواحد؟!، إنْ لم يكن النبي محمد يَعلم أنّ القرآن وَحْيٌ من عند الله تعالى: فكيف يكونُ واثقاً خِلال عشر سنوات أنَّ ما عنده هو الحق؟!، إنني الآن أستطيعُ أن أقول: (إنه لِكَي يَضَع شخصٌ مِثل هذا التحدي الخطير، فهذا ليسَ له إلا أمرٌ واحد: (أنَّ كلامَهُ هذا هو وَحْيٌ مِن الله)).

[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو التفسير.
- واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍيَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذاالأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنىواضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.










رد مع اقتباس