02-18-2025, 02:18 PM
|
|
القصص في القرآن الكريم
القصص في القرآن الكريم:
القَصَصُ القرآني في اصطلاح العلماء بالقرآن الكريم هو: "إخبار الله عمَّا حَدَثَ للأُمَمِ السابقة مع رُسُلِهم، وما حَدَثَ بينهم وبين بعضهم، أو بينهم وبين غيرهم أفرادًا وجماعات، من كائنات بشريَّة أو غير بشريَّة، بحقٍّ وصِدْقٍ، للهداية والعِظة والعِبْرة"[1]، يؤيد ذلك قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ﴾ [طه: 99].
وتتميَّز القصص في القرآن الكريم بأنها كُلُّها حَقٌّ وصِدْقٌ، لا كذب فيه ولا افتراء، ولا مجال فيه للخيال أو الوَهْم أو المبالغة؛ لأنه من كلام الحكيم الخبير؛ قال عز وجل: ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ﴾ [آل عمران: 62].
من مقاصد القصص في القرآن الكريم:
1- الدعوة إلى التوحيد:
أرسل الله الرسل للدعوة إلى توحيده عز وجل، وأن الدِّين الذي جاء به جميعُ الرُّسُل واحدٌ، وأن المؤمنين كلَّهم أُمَّةٌ واحدةٌ؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].
2- الإخبار عن تاريخ بعض الأمم الماضية:
وإلقاء الأضواء على حوادث غيبيَّة مهمة جدًّا، لم يكن يَدْرِ بها النبي صلى الله عليه وسلَّم، ولا أحدٌ من قومه؛ قال جل من قائل: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ﴾ [آل عمران: 44].
3- تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وتسليته عما كان يؤلمه ممَّا يُلاقيه:
بالإخبار بجهود الأنبياء والرسل في سبيل نشر دعوتهم، وصراعهم مع أقوامهم، ومدى استجابتهم لهم وإعراضهم عنهم، ونصر الله لأنبيائه؛ قال تبارك وتعالى: ﴿ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ [هود: 120]، ويدخُل بهذا تثبيت ونفع حركة الحياة الإيمانية[2].
4- إثبات نبوَّة وصِدْق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام:
وما دام عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون مع كل الأجناس البشرية الذين تفرَّقُوا من قبل على الرسل من إخوانه، فلا بد أن يُوضِّح سبحانه للرسول صلى الله عليه وسلم ولأُمَّته من بعده أنَّه حدث مع الرسول فلان كذا، وكان مبعوثًا إلى قوم كان موقفهم منه كذا[3].
5- إثبات عقيدة البعث والجزاء ورفْع الشك عنها:
ويبدو ذلك واضحًا جليًّا في قصة الذي مرَّ على القرية الخاوية؛ كما قل عزَّ وجل: ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [البقرة: 259].
6- إظهار سُلْطان الله وقدرته وقوَّته القاهرة:
من حيث بيان القدرة في الإعطاء والمنع والمعجزات وهلاك المذنبين في تعجيل العذاب، كإعجاز ولادة نبي الله عيسى عليه السلام؛ كما جاء في الكتاب العزيز: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴾ [مريم: 16].
تَكرار بعض القصص في القرآن:
توجد بعض الحِكَم من هذا، منها:
1- يان أهمية تلك القصة؛ لأن تكرارها يدلُّ على العناية بها.
2- توكيد تلك القصة لتَثْبُتَ في قلوب الناس.
3- بيان بلاغة القرآن في ظهور هذه القصص على هذا الوجه، وذاك الوجه على ما تقتضيه الحال[4].
 | |
|
|