الامان قبل الحب

طبع المرأة يميل دومًا للرجل الذي يمنحها الأمان قبل أي شيء آخر — الأمان الذي يجعلها تسترخي بقلبها وجسدها بين يديه. هي لا تبحث عن مجرد كلمات معسولة، بل عن رجل كريم في مشاعره، سخيّ في حنانه، لا يبخل عليها بلمسة تطمئنها، بنظرة تحتويها، وبحُبّ يجعل أنوثتها تتفتح كما لو أنها زهرة تحت شمس حنونة.

هي تعشق الرجل الذي يقف شامخًا حين تهتز الأرض تحت قدميها، والذي يلين صوته حين ترتعش مشاعرها. هو الرجل الذي يعرف متى يكون صلبًا مثل الجبل، ومتى ينحني لها مثل النسيم. المرأة تُفتن بمن يعاملها كملكة في الفرح، ويمسح على جبينها بحنان حين تتعب، ويظل سندها الذي لا يتخلى مهما كانت العواصف.

تنبض أنوثتها للرجل الذي يحميها من كل من يحاول أن يُهينها أو ينقص من قدرها، للرجل الصادق الذي لا يعد إلا بما يستطيع الوفاء به، والذي يجعلها تشعر بأنها جوهرته الثمينة — لا شيء في الحياة يعادل قيمتها عنده.

هي تبحث عن رجل كريم، لا فقط بماله، بل بعاطفته ولمساته وكلماته التي تشعل دفء القلب. رجل يخاف الله فيها، لا يخون عهدها، ولا يساوم على كرامتها، ويجعلها دائمًا الأولى، لا خيارًا احتياطيًا.

الرجل الذي يملك قلبها هو الذي يكون الزوج والحبيب والصديق — الأب الذي يحتويها بحنانه، والأخ الذي يقف في ظهرها، والحبيب الذي يُشعل فيها الحياة بطُهر المتعة والحب الحلال. هو من يوازن بين عمله وبيته، ومن يجعل من حضنه وطنًا، ومن لمسته سلامًا، ومن بيته جنةً فيها الراحة والأمان.

المرأة تنجذب للرجل الميسور، لكن الأهم أن يكون مسؤولاً، صادقًا في كلماته، وفيًا في وعوده، هادئًا حين تختلف الآراء، وأمين الجانب لا يخونها لا بالكلمة ولا بالنظرة. لا تعنيه أقاويل الناس، بل يهمه رضا الله وراحة قلبها.

هي تذوب في الرجل الذي أفعاله تسبق كلماته، الذي يكون معها لا عليها، الذي يضعها بين عينيه، والذي يلمس أنوثتها بقلبه قبل يديه… رجل يضبط علاقته بها بميزان الحلال، ويشبع احتياجاتها العاطفية والجسدية بحب نقي لا يخجل من الحميمية بل يحتفي بها ويقدسها.

هذا هو الرجل الذي تتمنى المرأة أن تخلع أمامه قناع القوة، وأن تضع رأسها على صدره مطمئنة أن هذا الحضن هو أصدق الأوطان

اروى معجب بهذا