#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
"
كانت يمنى تحب القطارات. لا لأنها تعشق السفر، بل لأنها تعشق الانتظار، اللحظات التي تسبق الوداع، والناس الذين يقفون على الأرصفة بعيونٍ مشبعة بالأمل أو الحزن أو شيءٍ لا اسم له. كل صباح، كانت تذهب إلى محطة القطار دون وجهة. تجلس على المقعد الخشبي العتيق، وتحمل معها دفترًا صغيرًا. كانت تكتب فيه ملاحظاتها عن الغرباء: "الرجل ذو المعطف الرمادي، يبدو أنه لا يريد أن يعود إلى حيث أتى." "الفتاة التي بكت بصمت، غادرت دون أن تلتفت." "المرأة العجوز التي لم يستقبلها أحد." وفي أحد الأيام، وبينما هي تكتب، جلس بجانبها شاب غريب، يحمل في يده تذكرة بلا وجهة. قال لها بابتسامة باهتة: "أنتِ تكتبين عن الآخرين كثيراً، متى ستكتبين عنكِ؟" سكتت يمنى. لم يسبق لأحد أن لاحظ ما تفعل. ولا أحد اهتم بسؤالها عن نفسها. شعرت وكأن هذا الغريب يحمل معها جزءًا من الغياب الذي كانت تكتبه دون وعي. قالت له بعد لحظة صمت: "لأني نسيت أن أكون قصة… أصبحتُ مجرد راوية." ابتسم وقال: "إذن حان الوقت لتكوني أنتِ الرحلة." وفي لمح البصر، رنّ جرس القطار. نظر إليها، وأعطاها نصف التذكرة. وقال: "الرحلة تبدأ الآن… إذا كنتِ مستعدة." الفصل الثاني: مقصورة بلا اسم يمنى نظرت للتذكرة اللي في إيدها… مافيها لا اسم مدينة، ولا رقم مقعد، ولا توقيت. بس كانت مكتوب عليها بخط يدوي ناعم: "حين تقررين أن لا تعودي… ستصلين." قلبها دق بسرعة، وهي تنظر للغريب اللي صار واقف على باب القطار، وعيونه تقول: "يلا… القرار إلك." خطت خطوات بطيئة… دخلت. أول مرة تركب قطار ما بتعرف لوين رايح، ولا مين فيه، ولا متى بيوقف. المقعد اللي جلسوا عليه كان مواجه للنافذة، والمدينة من برا تمشي مثل شريط ذكريات، لكنها لاحظت شغلة غريبة… المحطة اللي غادروها… مش موجودة وراهم. يعني كأنهم ما غادروا مكان واقعي، كأنهم انتقلوا لمكان ما إله خريطة. قالت له: – "إنت مين؟" – "أنا اللي نسيتِ نفسك عنده أول مرة بكيتِ من غير ما حد يعرف." تفاجأت. صوت الغريب صار مألوف شوي، في رعشة صوته ذكرى بعيدة… – "أنت كنت هناك؟" – "كنت… ومازلت، بس ما كنت شايفتيني، لأنه كنتِ مشغولة تُخبّي دمعتك." المقاطع اللي شافتها من النافذة كانت ذكريات: المدرسة، زقاق الطفولة، وجوه من الماضي، بيت جدتها، أول حب، أول خذلان… القطار كان يمر بكل محطة من محطات حياتها، بس مش مثل ما تتذكرها… كانت تكتشف تفاصيل غابت عنها: ابتسامة أمها اللي كانت تخبّي تعبها، نظرة أبوها يوم ودّعها بدون ما يحكي، صوتها وهي تضحك رغم الحزن… التذكرة كانت لتذكيرها… إنها ما كانت راوية بس، كانت جزء من كل حكاية، لكن اختارت دايمًا تكون في الخلفية. قال لها: – "يمنى… في آخر القطار، راح تلاقي باب واحد. لو فتحتيه، ما راح ترجعي… لكن راح تكمّلي حياتك بشكل جديد. وإذا ما فتحتيه… راح تنزلي في أول محطة، وكأنك ما طلعتي أصلًا. الاختيار إلك، بس لا تأخريه." ![]() ![]() الذيب لامنه عوى قعد أموات . . . والكلب لامنه نبح بح صوته . . . بين البشر تفرق مقامات وأصوات . . . أحدن تشيله فوق وواحدن تشوته ![]() تراك انتي اذا حطوك . . جمله من جمل الاعراب تكوني مبتداً مرفوع . . من اولها . . لـ آخرها انتي واسمحي ان قلت .. انك للشعر . . محراب انتي اللي اذا بشكرك . . مدري كيف . . بشكرها |
|
|