هل سيعود بعد صمت

هل سيعود رغم الصمت الطويل؟ 🤔 سؤالٌ قد يضايقك ان فكرت فيه ويُثقل روحك، خاصةً عندما يكون الغائب شخص تعودت على وجوده في حياتك و تعلقت به . هذا الصمت، الذي قد يمتد لأيام أو شهور ، ليس مجرد غيابٍ، بل هو فراغٌ تملؤه هواجس القلق، وشكٌ مستمر في نفسك هل تتجاوزه ام تنتظره و ربما وألمٌ سببه تفكيرك في ذلك الشخص المستمر . 💔

دعني اصارحك ان الصمت ليس مجرد انعدام صوتٍ أو تواصل، بل هو رسالةٌ مكثفة، غامضةٌ أحياناً، و واضحةٌ أحياناً أخرى بشكلٍ مؤلم. عندما يخيم الصمت، يبدأ عقلك بنسج سيناريوهات لا حصر لها، تتأرجح بين الأمل في عودة الشخص الاخر للكلام معك و بين الخوف من عدم تحقق ذلك . و تجد نفسك تتساءل "أهو مشغولٌ؟" "هل أصابه مكروهٌ؟" " هل نسيني تماماً؟" هذه التساؤلات، وإن كانت طبيعية، إلا أنها غالباً ما تزيد من قلقك أكثر .

ولكن لنتعمق أكثر في احتمالات هذا الصمت :

صمت الشخص الاخر قد يكون كـ"ملاذ": أحياناً، يلجأ البعض للصمت كملاذٍ من ظروفٍ قاسية يمرون بها. قد تكون ضغوطاً نفسية هائلة، أزمات شخصية خانقة، أو تحولات جذرية في حياتهم تجعلهم غير قادرين على التواصل أو حتى مجرد التفكير فيه. في هذه الحالات، الصمت ليس عقاباً لك، بل هو محاولةٌ للعزلة أو لإعادة ترتيب الأولويات بعيداً عن أي مؤثرات خارجية و ي حالتك المؤثرات هي العلاقة التي تجمعك بذلك الشخص الصامت . 🌪️

أو يمكن استعمال الصمت احيانا كـ"حماية": قد يكون الصمت درعاً يحمي الشخص من مواجهةٍ ماهو غير مستعد له معك ، سواء كانت مواجهة لذاته ومشاعره المتضاربة خاصة ان كانت بينكم مشاكل ، أو مواجهة لك ولرد فعلك المحتمل ان تكلم معك ، او ربما يكون خائفاً من إيذائك، أو من إيذاء نفسه بالتقرب منك ، فيرى في الصمت الطريق الأقل ضرراً، حتى لو كان مؤلماً لك. هذا النوع من الصمت غالباً ما يكون هروباً من المسؤولية العاطفية و يستعمله الشخص الذي متردد هل يكمل العلاقة معك ام ينسحب . 😬

و قد يكون الصمت "قرار": في أحيان أخرى، يكون الصمت قراراً واعياً ومقصوداً من الشخص الاخر . قد يكون إشارةً صريحةً ونهائية لعدم الرغبة في استمرار العلاقة أو التواصل معك. هذا النوع من الصمت هو الأصعب تقبلاً ، لأنه يقطع حبل الأمل ويُعلن النهاية بشكلٍ صريح وإن كان غير منطوق. هنا، الصمت كلمةٌ حاسمةٌ، وإن لم تُنطق ، و هنا لا مفر لك من تقبل ان علاقتك بذلك الشخص انتهت . 🔇

أو الصمت كـ عقاب : في بعض الحالات، وببساطة مؤلمة، قد يكون الصمت وسيلة للعقاب تدريجي. بمعنى ان الشخص الاخر كي يجبرك على التغير او تنفيذ طلباته يصمت و حسب 🤷‍♀️

و لكن السؤال ما الحب ؟ ، دعنا اولا نلجأ الى الإجابة على سؤال "هل سيعود؟" و بصراحة لا أحد يملك مفاتيح قلوب الآخرين أو ظروفهم المستقبلية لهذا الاجابة قد لا تكون حاسمة ، فقد يعود و قد لا يعود . لكن ما تملكه أنت حاليا هو كيفية تعاملك مع هذا الصمت، وكيف تحافظ على سلامك الداخلي و قيمتك .

مبدئيا عليك فقط الارتباط العاطفي بالانتظار : الأمل شعورٌ مريح ، لكنه عندما يتحول إلى انتظارٍ مُنهك، يُكبّل حياتك ويُسرق طاقتك، يصبح عبئاً. لذا تعود ان تفصل سعادتك وقيمتك الذاتية عن عودة هذا الشخص من عدمها. حياتك أثمن من أن تتوقف عند محطة الانتظار. 🧘‍♀️

ثانيا معالجة الجرح الداخلي: الصمت الطويل يترك جروحاً عميقة. امنح نفسك الوقت والمساحة الكافية لمعالجة هذه الجروح. اسمح لنفسك بالحزن، بالغضب، بالإحباط. هذه المشاعر طبيعية . لا تدفنها، بل تعامل معها بوعي، ربما بالكتابة، أو التحدث مع صديقٍ موثوق، أو حتى الاستعانة بمتخصص إذا لزم الأمر. 😔

ايضا ضروري ان تقوم ب إعادة تعريف الذات والنمو: فترة الصمت هذه يمكن أن تكون فرصةً لإعادة اكتشاف ذاتك. ما هي هواياتك التي أهملتها؟ ما هي أهدافك التي أجلتها؟ استثمر هذه الطاقة في النمو الشخصي، تطوير مهارات جديدة، أو بناء علاقات صحية أخرى. اجعل من هذا الصمت نقطة تحول إيجابية في حياتك. ✨

و أخيرا قبول الواقع والمضي قدماً: في نهاية المطاف، قد تضطر لقبول حقيقة أن الصمت قد يكون إجابةً في حد ذاته ، اجابة تعرفك انك في علاقة سامة . عندها فقط، يمكنك أن تمنح نفسك الإذن بالمضي قدماً، وفتح أبوابٍ جديدة في حياتك قد تحمل لك سعادةً لم تكن تتوقعها. 🌻

الحياة لا تتوقف عند غياب شخص، مهما كان له من مكانة. إن عاد فليكن ذلك إضافةً جميلةً لحياتك. وإن لم يعد، فاعلم أن نصيبك ربما يكون في مكانٍ آخر، مع شخصٍ آخر يقدّر قيمتك ويملأ حياتك بالصوت والضوء، لا الصمت والظلام. كن قوياً، واثقاً، ومؤمناً بأن الأجمل قادم.
آلاء فهمي

روعه طرحك و رائع

الاء فهمي معجب بهذا

من بعدك عزيزتي