02-18-2025, 02:08 PM
|
|
أم المؤمنين حبيبة الحبيب المصطفى المبرأة من الله السيدة عائشة - رضى الله عنها
أم المؤمنين حبيبة الحبيب المصطفى المبرأة
من الله الطيبة الصديقة عائش عويش الحميراء
ابنة الصديق السيدة عائشة- رضى الله عنها-
التى يجلها المسلمون ويحيطونها بالحفاوة
والتكريم لمكانتها الكبيرة فى قلب رسول الله
حتى أنه عندما سئل عن أحب الناس إليه قال:
عائشة، ثم سئل ومن الرجال فقال أبوها..
عائشة التى وجهها رسول الله
للعلم والتعلم حتى صارت أفقه نساء المؤمنين،
والتى سيكون لنا فى شرف
سيرتها العطرة السطور التالية.
سليلة الأكرمين
لم تكن السيدة عائشة مجرد فتاة من خيرة عائلات
مكة ولكنها كانت سليلة الأكرمين،
وكيف لم تكن كذلك وهى ابنة أبوبكر الصديق
الذى قال عنه رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"ما وطئ الأرض بعد الأنبياء خير من أبى بكر"
وأمها هى أم رومان بنت عامر التى بشرها النبى بالجنة،
وكان بيتهم هو الأقرب لقلب الحبيب المصطفى..
ولدت السيدة عائشة سنة 606 م أى قبل البعثة
بأربع سنوات ولم تعرف أم المؤمنين غير الإسلام
دينا وخلال سنوات طفولتها مرت الدعوة الإسلامية
بفترات شديدة القسوة، إذ تعرض المسلمون
لكل أنواع الأذى وكانت ترى ارتباط والدها
الكبير برسول الله ومساندته له فشبت على التمسك
الشديد بتعاليم الإسلام وحب رسول الله،
وقيل إنها كانت تبدو أكبر من عمرها ولقبت
بالحميراء لكون لون بشرتها أبيض يميل إلى الحمرة،
وكانت جميلة وضيئة بهية المنظر.
اختارها الله زوجة لرسوله
بعد وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة رضى الله عنها
دخل رسول الله فى حالة حزن شديد
وصعبت عليه الحياة من شدة ما أصابه
من هموم الوحدة حتى رأى فى منامه ملكًا جاء له
بقطعة من حرير قائلا: "هذه امرأتك"
وعندما كشف عن وجهها كانت السيدة عائشة
فقال: "إن يك هذا من عند الله يمضه"
حيث إن رؤيا الأنبياء حق من عند الله
فتزوجها رسول الله واختلفت الأقوال
فى تعيين التاريخ الذى تزوج فيه رسول الله
من السيدة عائشة، كما اختلفوا أيضا فى تحديد
عمرها وقت الزواج، ولكن المؤكد أنها الوحيدة
التى تزوجها رسول الله بكرا وأصغر زوجاته سنا
ونظرا لكونها شبت كزوجة للنبى فقد اكتسبت
رضى الله عنها مكانة رفيعة فى رواية الحديث
وكانت سريعة الفهم والذكاء والبديهة
حتى قال عنها أبو موسى الأشعرى:
(ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث
قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها علما)،
وكانت رضى الله عنها رمزا للكرم والسخاء
وكانت تتصدق بالتمرة التى فى يدها
حتى عندما بعث إليها معاوية مائة ألف درهم
فما أمست حتى تصدقت بها على فقراء المسلمين.
قلب النبى
ارتبط قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام بالسيدة
عائشة وأحبها حبا كبيرا حتى أنه كان من عادات
المحبين قديما ترقيق اسم المحبوب لذا كان الحبيب
المصطفى يناديها بعائش أو عويش
وعندما بدت عليه علامات التعب والمرض
طلب من زوجاته أن يوافقن بأن يبقى أيام مرضه
فى بيت عائشة فسمحن له، وبالفعل توفى
فى حجرها ودفن فى بيتها وكانت عائشة هى المرأة
الوحيدة التى صرح رسول الله بحبه لها أمام العلن
وشهد على هذه المحبة الكثير من الصحابة
وحين سئل عليه الصلاة والسلام من الصحابة
(أى الناس أحب إليك فقال: عائشة فقيل ومن الرجال فقال: أبوها)،
وكان يحتوى غيرتها من فرط حبه لها
ولا يلومها على ذلك وعندما تزوج من أم سلمى
وسمعت عائشة عن حسنها وجمالها شعرت بالغيرة،
وعندما أرسلت له أم سلمى صحفة طعام قامت
عائشة بكسرها فقام النبى بجمعها وهو يقول:
غارت أمكم وكرر ذلك مرتين وكان دائما يقول لها:
"حبك يا عائشة فى قلبى كالعروة الوثقى"
أى كعقدة الحبل فكانت كل فترة تسأله كيف
حال العقدة فيرد عليه الصلاة والسلام: "هي على حالها"،
ويذكر أنه فى يوم عيد الأحباش أرادت السيدة خديجة
أن تراهم وهم يمرحون فقالت:
وضعت خدى على كتف رسول الله وكلما
سألنى أشبعت فأقول: لا وإننى والله قد مللت
ولكنى أردت أن أعرف مكانتى عنده،
كما اشتهرت عائشة رضى الله عنها بين
قومها بشجاعة نادرة حيث إنها كانت ثابتة
القلب تمشى إلى البقيع ليلا دون خوف
وتنزل إلى المعارك ولا تأبه بالموت
حتى عندما تسلل القلق والاضطراب
بين صفوف المسلمين فى غزوة أحد نزلت
أرض المعركة تعالج الجرحى وتسقيهم الماء
وفى غزوة الخندق خرجت من الحصن
المعد للنساء وتقدمت إلى الصفوف الأمامية
فقد كانت رضى الله عنها رغم صغر سنها
لا تخشى فى الدفاع عن الإسلام شيئا،
وطالما أعربت لرسول الله عن رغبتها
فى القتال مثل الرجال.
الأم البديلة
لم يخلُ قلب السيدة عائشة من الحزن لكونها
لم تنجب من النبى عليه الصلاة والسلام
وعندما صرحت بحزنها هذا للنبى واجه
الحبيب المصطفى الأمر بفكرة الأم البديلة
ومن هنا قامت عائشة بتربية ابن شقيقتها
أسماء كما تولت أمر شقيقها الأصغر عبدالله
وقد لقبها رسول الله بأم عبدالله واشتهرت
بين الناس به وذلك حتى لا يشعرها بنقص
كما وجهها للعلم والتعلم ليفرغ جزءًا
من طاقتها فأصبحت أفقه نساء المؤمنين
حتى أنها روت وحدها 2500 حديث،
وصارت أما للمؤمنين كلهم تعلمهم وتفقههم
وكانت وجهة الجميع للتفقه والتعلم حتى قالوا عنها:
"كنا إذا استصعب علينا أمر من أمور الإسلام
رجعنا للسيدة عائشة فوجدنا عندها منه علما"،
كما أعطاها النبى مساحة كبيرة للحضور
الاجتماعى مع نساء المسلمين،
وذلك حتى لا يشعرها بأى نقيصة لكونها لم تنجب،
كما أنه وضع الفكرة من أساسها حتى لا تكون
مشكلة عدم الإنجاب بشكل عام سببا
فى هدم بيوت المسلمين.
وفاة أم المؤمنين
توفيت السيدة عائشة- رضى الله عنها-
بالمدينة المنورة فى خلافة معاوية ليلة
الثلاثاء 17 رمضان عام 58 هجرية عن عمر 66 سنة،
وقد حزن المسلمون على فقدانها حزنا شديدا
وصلى عليها الصحابى أبوهريرة رضى الله عنه،
وكانت قد أوصت رضي الله عنها بأن
تدفن ليلا فى مرض احتضارها،
وبالفعل دفنت بالبقيع ليلا
كما أوصت لتبقى دائما بجوار الحبيب المصطفى،
صلوا عليه وسلموا تسليما.
نسألكم الدعاء
 | |
|
|