#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
"وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا"، كم من موقفٍ مررنا به وظننا أنه خسارة، ثم اكتشفنا لاحقًا أنه كان إنقاذًا ولطفًا خفيًا من الله!
تخرج من البيت، ثم تتذكر أنك نسيت شيئًا فتضطر للعودة، ربما كانت هذه اللحظة سببًا في تفاديك لحادثٍ كان سيحدث في الشارع. تقرر شراء شيء، لكن قبل أن تلحق بالسعر المناسب، يرتفع فجأة، ربما كان هذا الشيء معيبًا، ولو حصلت عليه لكنت قد ندمت أشد الندم. يُغلق في وجهك باب رزق كنت تظنه فرصة العمر؟ ربما كان يقودك إلى طريق مليء بالمشاكل والاستغلال. تُرفض في وظيفة كنت تسعى إليها بكل جهدك؟ ربما كان مديرك المستقبلي من أولئك الذين يرهقون الموظفين بالخصومات والاستقالات المفاجئة. حتى لو أُلغيت رحلة كنت متحمسًا لها، قد يكون المكان الذي حجزت فيه يعاني من مشكلات لم تكن لتتحملها، وربما كانت هناك مخاطر لم تدركها في حينها. أليس هذا هو الخير؟ أليس هذا هو اللطف الإلهي الخفي؟ أليس من الأفضل أن يحفظك الله مما قد يدمرك دون أن تشعر؟ ليس كل ما يفوتك خسارة، بل قد يكون حماية ربانية من أمرٍ لم تكن لتدرك عواقبه. تذكر كم مرة شعرت بالحزن على شيء لم تحصل عليه، ثم اكتشفت لاحقًا أنه كان كارثة كنت على وشك الوقوع فيها؟ ربما الآن لا تتذكر، لكنك لو استعدت تلك اللحظات، لأدركت أن كل خيبة مررت بها كانت نجاةً من أمرٍ أسوأ. فالحمد لله حمدًا يوازي نعمه، حتى على الأبواب التي أُغلقت في وجوهنا، فربما كانت حماية لنا من السقوط في الهاوية. وكن على يقين بأن كل ضربة فشل، ما هي إلا طريقٌ للهروب من كارثة أكبر، ورحمةٌ لم تدركها إلا بعد حين. |